سورة الأحزاب - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأحزاب)


        


{يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)}
أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا} قال: يحسبونهم قريباً لم يبعدوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا} قال: كانوا يتحدثون بمجيء أبي سفيان وأصحابه، وإنما سموا الأحزاب لأنهم حزبوا من قبائل الأعراب على النبي صلى الله عليه وسلم {وإن يأت الأحزاب} قال: أبو سفيان وأصحابه {يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} يقول: يود المنافقون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وإن يأت الأحزاب} قال: أبو سفيان وأصحابه {يودوا لو أنهم بادون} يقول: يود المنافقون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} قال: هم المنافقون بناحية المدينة، كانوا يتحدثون بنبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويقولون: أما هلكوا بعد، ولم يعلموا بذهاب الأحزاب، قد سرهم أن جاءهم الأحزاب أنهم بادون في الاعراب مخافة القتال.
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يسألون عن أنبائكم} قال: عن أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وما فعلوا.
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف والخطيب في تالي التلخيص عن أسد بن يزيد أن في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه {يسألون عن أنبائكم} السؤال بغير ألف.


{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)}
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} قال: مواساة عند القتال.
وأخرج ابن مردويه والخطيب في رواة مالك وابن عساكر وابن النجار عن ابن عمر رضي الله عنه في قوله: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} قال: في جوع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن سعيد بن يسار قال: كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما في طريق مكة، فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت، فقال ابن عمر رضي الله عنه: أليس لك في رسول الله اسوة حسنة؟ قلت: بلى. قال: فإنه كان يوتر على البعير.
وأخرج ابن ماجة وابن أبي حاتم عن حفص بن عاصم رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: رأيتك في السفر لا تصلي قبل الصلاة ولا بعدها فقال: يا ابن أخي صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا..... وكذا... فلم أره يصلي قبل الصلاة ولا بعدها، ويقول الله تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه سئل عن رجل معتمر طاف بالبيت: أيقع على امرأته قبل أن يطوف بالصفا والمروة؟ فقال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطاف بالبيت، وصلى خلف المقام ركعتين، وسعى بين الصفا والمروة، ثم قرأ {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه أن رجلاً أتى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: إني نذرت أن أنحر نفسي. فقال ابن عباس {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} {وفديناه بذبح عظيم} فأمره بكبش.
وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن ماجة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا حرم الرجل عليه امرأته فهو يمين يكفرها، وقال: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أهلّ وقال: إن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه، ثم تلا {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة رضي الله عنه قال: هم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن ينهي عن الحبرة من صباغ البول، فقال له رجل: أليس قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها؟ قال عمر رضي الله عنه: بلى.
قال الرجل: ألم يقل الله {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}؟ فتركها عمر.
وأخرج أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه أكب على الركن فقال: إني لا علم أنك حجر، ولو لم أرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك، واستلمك، ما استلمتك. ولا قبلتك {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
وأخرج أحمد وأبو يعلى عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال: طفت مع عمر رضي الله عنه، فلما كنت عند الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر، أخذت بيده ليستلم فقال: ما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى. قال: فهل رأيته يستلمه؟ قلت: لا. قال: ما بعد عنك فإن لك في رسول الله أسوة حسنة.
وأخرج عبد الرزاق عن عيسى بن عاصم عن أبيه قال: صلى ابن عمر رضي الله عنهما صلاة من صلاة النهار في السفر، فرأى بعضهم يسبح، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: لو كنت مسبحاً لأتممت الصلاة، حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان لا يسبح بالنهار، وحججت مع أبي بكر، فكان لا يسبح بالنهار، وحججت مع عمر، فكان لا يسبح بالنهار، وحججت مع عثمان رضي الله عنه، فكان لا يسبح بالنهار، ثم قال ابن عمر رضي الله عنه {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.


{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)}
أخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولما رأى المؤمنون الأحزاب...} إلى آخر الآية قال إن الله تعالى قال لهم في سورة البقرة {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء} [ البقرة: 214] فلما مسهم البلاء حيث رابطوا الأحزاب في الخندق {قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله} فتأول المؤمنون ذلك فلم يزدهم إلا إيماناً وتسليماً.
وأخرج جويبر عن الضحاك رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزلت هذه الآية قبل تحوّل {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم...}. وصدق الله ورسوله فيما أخبرا به من الوحي قبل أن يكون.
وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن قتادة رضي الله عنه قال: أنزل الله في سورة البقرة {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً} قال: ما زادهم البلاء إلا إيماناً بالرب، وتسليماً للقضاء.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8